مستقبل الشفاء للأمراض المناعية: الروماتويد والذئبة الحمراء

virus, pathogen, antibody, antibodies, immune system, red blood cells, blood vessel, artery, vein, capillary, inflammation, disease, immunity, infection, health, medical, 3d, human body, circulation, antibody, antibody, antibody, antibodies, antibodies, immune system, immune system, immune system, immune system, blood vessel, blood vessel, blood vessel, blood vessel, artery, inflammation, inflammation, inflammation, inflammation, inflammation, immunity, human body, human body, circulation

أمراض المناعة الذاتية: حينما يهاجم الجسم نفسه

 آلية عمل الجهاز المناعي في الوضع الطبيعي

– يقوم الجهاز المناعي في الشخص السليم بعمل تحديد دقيق للأجسام المضرة مثل البكتيريا والفيروسات ومسببات العدوى المختلفة التي تهاجم الجسم.

ويتعرف الجهاز المناعي على تلك الأجسام الغريبة عن طريق المستضدات (أنتيجن) المرتبطة بها.

وكرد فعل حاسم ،ينتج جهاز المناعة أنواعًا مختلفة من الأجسام المضادة شديدة التخصص تحارب تلك الكائنات الضارة والتي تمثل خطورة على الجسم وتقضي عليها.

يهاجم جهاز المناعة الأعضاء المزروعة في العمليات الجراحية مثل الكبد والكلى ؛ لأنه لا يستطيع التعرف عليها إذ تعد أنسجة غريبة مثلها مثل البكتيريا ويجب التخلص منها

تحمل خلايا الجسم المختلفة مستضدات أيضاً مثل خلايا الكبد والقلب والبنكرياس لكن جهاز المناعة السليم يستطيع تمييزها وبالتالي لا يهاجمها.

إذن أين المشكلة!؟

في بعض الحالات يحدث خلل في هذا النظام الدقيق ويبدأ جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة ذاتية (autoantibodies) تهاجم أنسجة الجسم المختلفة

،كما يحدث في حالات الذئبة الحمراء والسكري النوع الأول والتهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها من الأمراض المعروفة باسم الأمراض المناعية.

توصل العلماء حتى الآن لما يقرب من 80 مرض مناعي بعضها مشهور ويسهل تشخيصه مثل النوع الأول من السكر  والبعض الآخر نادر ويصعب تشخيصه،

وفي بعض الأحيان يفشل مقدموا الرعاية الصحية في الوصول للتشخيص الفعلي لسنوات ..

وهنا يظهر التعقيد المرتبط بالأمراض المناعية، فإن كان مجرد التشخيص بهذه الصعوبة فكيف سيكون العلاج والسيطرة على المرض.

وهذا ما سنتعرف عليه في الجزء التالي من هذه المقالة ولكن بعد أن نعرف أولاً كيف يحدث هذا الخطأ في الجهاز المناعي ، لنعرف كيف يخطو العلم في طريق علاج نهائي لهذه الأمراض.


أسباب أمراض المناعة الذاتية

أمراض المناعة الذاتية تنشأ بسبب مشكلة في جهاز المناعة الخاص بنا حيث تقوم الخلايا المسئولة عن حماية الجسم من الميكروبات بمهاجمته عن طريق الخطأ.

ما زال سبب هذا الهجوم العشوائي غامضًا بالنسبة للبحث العلمي ومع ذلك فهناك العديد من عوامل الخطر (مثل الجينات والبيئة وغيرها…) التي يرتبط وجودها في شخص ما إلى زيادة فرص إصابته باضطراب في جهاز المناعة. وفيما يلي إجابات عن سبب الإصابة بهذه الأمراض.

١- هل الإصابة بالفيروسات قد يكون السبب في المرض المناعي؟

الجسم يتعرف على أنسجته وأجهزته بسهولة من خلال المستضدات الموجودة على خلاياه ولا يهاجمها في الوضع الطبيعي.

لكن ماذا يحدث إن كانت هناك فيروسات أصابت خلايا الجسم؟!

في هذه الحالة تتغير طبيعة هذه الخلايا من الأساس وتبدأ الفيروسات في استغلال هذه الخلايا لإنتاج بروتينات ضارة.

يقوم جهاز المناعة بمهاجمة تلك الخلايا عن طريق الخلايا التائية (T cells) وهو أمر في غاية الأهمية لحماية الجسم ..ولكن!!

قد يحدث مبالغة في رد الفعل المناعي ما يؤدي إلى قيام جهاز المناعة بتدمير الأنسجة السليمة المجاورة للخلايا المصابة،

أو قد ينشأ مرض مناعي حيث يهاجم جهاز المناعة بروتينات الجسم وخلاياه لتشابهها الجزيئي مع البروتينات الفيروسية.

تمثل المستضدات (antigens) بطاقة هوية لجميع الخلايا سواء مصابة أو سليمة ومن خلالها يتمكن جهاز المناعة من تحديد الأجسام الغريبة ومهاجمتها مع تجنب مهاجمة خلايا الجسم (في حالة الأمراض المناعية يهاجم جهاز المناعة كلا من الأجسام الغريبة والسليمة)


٢- التشابه الجزيئي مع خلايا الجسم

في هذه الحالة قد يتشابه التركيب الكيميائي لمستضدات الأجسام الغريبة مع مستضدات أنسجة الجسم نفسها ، ما يتسبب في خداع جهاز المناعة فيهاجم خلايا الجسم عن طريق الخطأ بسبب هذا التشابه،

ويبدأ في إنتاج أجسام مضادة لا تستطيع التمييز بين الأجسام الغريبة الضارة وبين أنسجة الجسم نفسها.

ويظهر ذلك جلياً في حالة روماتيزم القلب والذي ينشأ نتيجة تعرض الجسم لعدوى بكتيرية تحمل مستضدات تتشابه مع تلك الموجودة على غشاء القلب فيبدأ جهاز المناعة في مهاجمة القلب وتدمير صماماته.


٣- خلل وظيفي في الخلايا المناعية

يتكون جهاز المناعة من أنواع مختلفة من الخلايا منها الخلايا البائية (B cells) والخلايا التائية (T cells) والتي تتفاعل فيما بينها لتنظيم الاستجابة المناعية.

الخلايا البائية (B cells) هي المسئولة عن محاربة الميكروبات من خلال إنتاج أجسام مضادة لها.

في بعض الأحيان قد يحدث خلل في الاستجابة المناعية لهذه الخلايا ما ينشأ عنه أجسام مضادة ذاتية تهاجم الجسم وتسبب التهابات بدون معنى كما في حالة الذئبة الحمراء أو التهاب المفاصل الروماتويدي.

يوجد أيضاً الخلايا التائية (T cells) وتعد المايسترو المسئول عن تنظيم الاستجابة المناعية،

وعند حدوث خلل بها لا يستطيع الجسم التمييز بين البكتيريا وأنسجة الجسم فتنشأ الاضطرابات المناعية.

أضف إلى ذلك أن الخلايا التائية المساعدة (helper T cells) هي المسئولة عن تحفيز الخلايا البائية لإنتاج الأجسام المضادة ،

وبالتالي فإن زيادة التحفيز تؤدي إلى تفاقم الالتهابات وتضرر المفاصل والأنسجة.


٤- عندما يرى الجهاز المناعي ما لا ينبغي أن يراه

يوجد في الجسم بعض الأعضاء ذات الوظائف الحيوية الخاصة، والتي تكون معزولة عادة عن الجهاز المناعي، ولذلك تُعرف بأنها “ذات امتياز مناعي” مثل العين.

ولكن عند حدوث خلل أو إصابة في العين مثلاً، تظهر خلايا ومكونات العين للجهاز المناعي، مما يؤدي إلى استجابات مناعية غير طبيعية قد تهاجم العين والمكونات المحيطة بها.

لماذا مشاكل العين دائمة الظهور في الأمراض المناعية !؟

تعتبر العين عضوًا مميز بالنسبة للجهاز المناعي حيث يتعامل معها بشكل مختلف، أي أنها تمتلك آليات فريدة تمنع حدوث استجابات مناعية قوية فيها، وذلك للحفاظ على الرؤية.

وتتحقق هذه الحماية من خلال وجود حاجز دموي-عيني، بالإضافة إلى مواد مثبطة للمناعة موجودة في سوائل العين تمنع حدوث الالتهابات الشديدة بها لحماية البصر.

عند تعرض العين لإصابة، قد يتعرض هذا الحاجز الواقي للضرر، مما يسمح بتسرب مستضدات من العين إلى مجرى الدم.

ولأن الجهاز المناعي لم “يتعرف” سابقًا على هذه المواد (نظرًا لأن العين معزولة مناعيًا)، فقد يتعامل معها كأجسام غريبة ويبدأ بمهاجمتها.

هذا قد يؤدي إلى أمراض مناعية مثل “الرمد التعاطفي” (Sympathetic Ophthalmia)، وفيه يهاجم الجهاز المناعي كلتا العينين، بما في ذلك العين السليمة.


الأدوية الحديثة والمستقبلية للأمراض المناعية

مهاجمة الجسم لأي عضو فيه ليس مستبعدًا في حالة اضطرابات المناعة الذاتية وتختلف الأعراض حسب الجزء الذي تعرض للهجوم وتتنوع أمراض المناعة الذاتية ومنها:

أولاً: التهاب المفاصل الروماتويدي

التهاب المفاصل الروماتويدي

خلل في الجهاز المناعي حيث يهاجم المفاصل بشكل رئيسي ويؤدي إلى حدوث التهابات في بطانة المفاصل وآلام مزمنة تؤثر على جودة الحياة والصحة الجسدية والنفسية للمريض.

تشير الدراسات والتجارب الشخصية إلى أن المرض لا يقتصر على الألم الجسدي، بل يمتد ليشمل تأثيرات نفسية واجتماعية.

نبذة مختصرة عن معاناة مرضى الروماتويد

1. هل يعاني مريض الروماتويد من القلق الدائم؟

نعم، يعاني العديد من مرضى الروماتويد من القلق والاكتئاب. تشير الدراسات إلى أن ما بين 26% و 46% من المرضى يعانون من أعراض القلق، بينما يعاني 14.8% إلى 34.2% من الاكتئاب.

هذه النسب تزداد وتقل تبعاً لمدى شدة الألم، وتدهور صحة المفاصل و الأعضاء الحيوية، وتراجع جودة الحياة.


2. هل يشعر جميع مرضى الروماتويد بالحزن الدائم ؟

تتفاوت المشاعر بين المرضى. بعضهم يشعر بالحزن نتيجة للقيود التي قد يفرضها المرض، بينما يجد آخرون السعادة في التكيف مع الحالة والرضا بالوضع الجديد ورؤية التحديات كفرصة للنمو النفسي.

المرض اختبار للإرادة

على سبيل المثال، شاركت إحدى المريضات بالتهاب المفاصل الروماتويدي تجربتها قائلة: “رغم التحديات، وجدت السعادة في التكيف مع مرضي ومواصلة حياتي بشكل إيجابي.”


العلاجات الحديثة لالتهاب المفاصل الروماتويدي

 

العلاج بكرات الدم البيضاء المعدلة (tolDC)

يتم عن طريق إعادة برمجة نوع معين من خلايا الدم البيضاء تسمى (الخلايا الشجيرية) وهي مسئولة بشكل كبير عن مهاجمة المفاصل.

يتم سحب هذه الخلايا من دم المريض، وتعديلها في المختبر باستخدام بعض الأدوية والمركبات لتكون غير هجومية، ومن ثم إعادتها للجسم.

دور فيتامين د في تنظيم المناعة

الجدير بالذكر أن هذه التجارب ما زالت في مراحلها المبكرة ولكن هناك عنصر في غاية الأهمية يلعب دوراً في تعديل هذه الخلايا ومنعها من مهاجمة المفاصل..

هذا العنصر هو فيتامين د3 الذي يستخدمه العلماء في المختبر لإعادة برمجة كرات الدم البيضاء لتصبح أكثر تسامحاً مع خلايا المفاصل بسبب خصائصه المضادة للالتهاب.

ويعتقد أيضاً أنه بعد إعادة هذه الخلايا إلى الجسم يجب تناول فيتامين د لمنع هذه الخلايا من العودة مجدداً لمهاجمة المفاصل.

هذا العلاج ليس منتشراً بعد لكنه دليل واضح على الأهمية التي يلعبها فيتامين د في تقليل الالتهاب ويمكنك الحصول عليه مجاناً من الشمس.


تحفيز العصب الحائر (Vagus Nerve Stimulation)

يلعب العصب الحائر أو المبهم كما هو معروف دوراً في تنظيم الاستجابة المناعية ومع تقدم الأبحاث تبين أن تحفيز هذا العصب بإشارات كهربائية منظمة يؤدي إلى تخفيف أعراض الروماتويد المتوسطة والشديدة كذلك.

ولكن لماذا نبحث عن علاج بديل ؟!

الأدوية المعدلة للمرض (DMARDS) لعبت دوراً كبيراً في تخفيف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي وكانت وما زالت خطوة مهمة لمرضى المناعة بشكل عام ،

ولكن مع وجود بعض الدراسات التي بينت أنه خلال أعوام تفقد هذه الأدوية فعاليتها وتظهر على المريض آثاراً جانبية قد تتسب له في مشاكل أكثر خطورة.

يجب دائماً أن تستشير طبيبك قبل الاستغناء عن أي أدوية ،لأنه وبالرغم من الآثار الجانبية لهذه الأدوية إلا أن نفعها غالباً ما يكون أكثر من ضررها

تحفيز العصب الحائر جاء كبديل أكثر فعالية وأقل ضرراً من تلك الأدوية كما أثبتت الدراسات الأولية

يتم ذلك عن طريق زرع جهاز في الرقبة يقوم بإرسال إشارات كهربائية إلى العصب الحائر VN فيقوم بتحفيز آلية في الجسم تعرف ب “المنعكس الالتهابي” تعمل على تنظيم الاستجابة المناعية.

نتائج أولية واعدة
  • بعد تحفيز العصب المبهم تحسنت الأعراض بشكل ملحوظ في المرضى المشاركين، وانخفضت نسب السيتوكينات المسببة للالتهاب.
  • تمكن جهاز تحفيز العصب المبهم من تخفيف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل فعال لدى المرضى الذين لم تنجح معهم الأدوية البيولوجية والأدوية المعدلة للمرض (DMARDS).

ما زالت هذه الطريقة في خطواتها الأولى ولكن النتائج المبدئية أعلت سقف التوقعات لدى العلماء،

ليس لمرضى الروماتويد فقط بل كذلك لمرضى التصلب المتعدد (MS) ومرضى القولون العصبى (IBS).


العلاج الجيني والنانوتكنولوجي

علاج آخر  يهدف إلى تعديل الجينات المشاركة في عملية تحفيز الالتهابات في المفاصل.

وفي دراسة حديثة نُشرت في فبراير 2025 من قبل جامعة يورك، اكتشف الباحثون أنه من خلال تعديل التركيب الجزيئي للجين (TRAF1 الذي يشارك في الاستجابات الالتهابية) يمكننا تقليل الالتهاب في الجسم.

النانوتكنولوجيا (Nanotechnology) في علاج الروماتويد

تقنية النانو تستخدم لتقليل الآثار الجانبية لبعض الأدوية ؛حيث تساعد على وصول الدواء بشكل دقيق للمفصل المصاب فقط دون التأثير على باقي أجهزة الجسم.

التكامل بين العلاج الجيني والنانوتكنولوجي

الجمع بين العلاج الجيني وتقنية النانو يُعد نهجاً مبتكرًا في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

فمن خلال استخدام ناقلات نانوية لتوصيل مواد معدلة للجينات إلى المفاصل المصابة، يمكن تحقيق تأثير علاجي مزدوج:

  • تعديل جينات الجسم المسؤولة عن الالتهاب.
  • توصيل الأدوية المضادة للالتهاب مباشرة إلى موقع الإصابة.

 العلاج بالخلايا الجذعية

زرع الخلايا الجذعية (MSCs) وهي خلايا لم تطور بعد (تمثل المادة الخام للخلايا) تُستخلص عادةً من نخاع العظام والأنسجة الدهنية أو الحبل السري.

تتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على التمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، مثل خلايا الغضاريف والعظام، بالإضافة إلى خصائصها المناعية المضادة للالتهاب.

آلية عملها في علاج الروماتويد

  •  تعمل هذه الخلايا على تعديل استجابة الجهاز المناعي، مما يقلل من الالتهاب المزمن المصاحب لمرض الروماتويد.
  • تفرز مواد مضادة للالتهاب تساهم في تقليل التورم والألم.
  • بفضل قدرتها على التمايز، تساهم في تجديد خلايا الغضاريف وهو ما يجعلها علاجاً ثورياً في إصلاح الأنسجة المتضررة في المفاصل

الذئبة الحمراء

الذئبة الحمراء

مرض مناعي شائع خاصةً لدى النساء سببه أيضاً غير معروف ،يقوم فيه الجسم بمهاجمة أنسجة الجسم خاصةً الجلد – المفاصل – الكلى – القلب – الرئتين.

يظهر على المريض غالباً احمرار على شكل فراشة يشمل الخدين والأنف ،ومن الأعراض الشائعة أيضاً:

  • حساسية الشمس
  • التهاب في المفاصل
  • جفاف العينين
  • التعب والارهاق
  • تساقط الشعر

العلاج الحالي يقتصر على علاج الأعراض ومحاولة الوصول بجهاز المناعة إلى حالة خمود (remission) تحمي الأنسجة من التلف لكنها لا تزال تمتلك آثاراً جانبية إلى جانب سهولة الإصابة بالعدوى.

حالة الخمود remission تعد الهدف الأساسي لمرضى المناعة الذاتية حيث تكاد  الأعراض أن تكون منعدمة.

ما هو العلاج القادم للذئبة الحمراء

 

العلاج بالخلايا التائية المعدلة (CAR T-cell therapy)

يعد من أبرز التطورات الحديثة في علاج الذئبة الحمراء الجهازية (SLE)، خاصةً مع الحالات التي لا تستجيب للأدوية المستخدمة حالياً.

يهدف هذا العلاج بشكل دقيق إلى استهداف نوع معين من الخلايا البائية (B cells)، تلك التي تهاجم الجسم عن طريق الأجسام المضادة الذاتية،

دون أن يلحق الضرر بالخلايا البائية السليمة وبالتالي يمثل هذا النهج “إعادة ضبط مصنع لجهاز المناعة”.

لكن لماذا لا يتم استخراج الخلايا البائية وتعديلها مباشرةً بدلاً من الخلايا التائية !؟

يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:-

  • الخلايا البائية تعد حساسة للغاية وغالباً ما تتعرض للتلف بعد تعديلها
  • الخلايا التائية سهلة التعديل وتستطيع استهداف الخلايا البائية في جميع أنحاء الجسم بسهولة
  • هذا العلاج نشأ في الأساس للتعامل مع السرطان ،لذا فإن العلماء لديهم خبرة طويلة في التعامل مع الخلايا التائية وليس الخلايا البائية

قد يبدو استهداف الخلايا البائية أكثر منطقية من الناحية النظرية، إلا أن التحديات التقنية والبيولوجية تجعل تعديل الخلايا التائية هو الخيار الأفضل في الوقت الحالي.

مدى نجاح العلاج

التجارب واعدة حقاً ،شارك خمسة أشخاص مصابين بالذئبة الحمراء في التجارب السريرية تمكنوا بهذا العلاج وفي غضون ثمانية أشهر فقط من الوصول إلى حالة خمود (remission) ،

بعد أن كانت حالتهم ميئوس منها بسبب عدم استجابة أجسامهم للأدوية التقليدية،

واستمروا لأكثر من سنتين دون أعراض ودون الحاجة إلى أي أدوية.


العلاجات البيولوجية الجديدة

أنيفرولوماب (Anifrolumab): وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عليه في عام 2021، وأظهرت دراسة حديثة أنه يقلل من خطر تلف الأعضاء بنسبة تصل إلى 60% في المرضى المصابين بالذئبة الحمراء ويعانون من نشاط شديد للمرض.

يعمل الدواء على تثبيط عمل مركب الانترفيرون والذي يحفز الاستجابات الالتهابية للجهاز المناعي

لم يتم تقييم فعالية أنيفرولوماب في المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى أو الجهاز العصبى الناتجة عن الذئبة الحمراء لذا لا يُوصى باستخدامه في هذه الحالات.

 

معظم هذه العلاجات الحديثة ليست منتشرة بعد لأسباب مختلفة منها:-

  1. عدم كفاية التجارب السريرية
  2. التكلفة المرتفعة لبعض الأدوية
  3. صعوبة تحديد الآثار الجانبية المحتملة
  4. الحاجة إلى تقنيات متقدمة لحقن العلاج
  5. مشاكل في التوعية كعدم معرفة الأطباء بهذه الأدوية
  6. البروتوكولات التي تأخذ مدة طويلة لاعتماد طريقة علاج جديدة
الشفاء ليس حلماً …بل حقيقة بمشيئة الله

تُعد أمراض المناعة الذاتية من أكثر الاضطرابات تعقيدًا وتحديًا في الطب الحديث. ورغم صعوبة التشخيص والعلاج، فإن التقدم العلمي المستمر بأيدي العلماء يبشر بآفاق واعدة لمن عانوا طويلاً مع هذه الأمراض، سواء من خلال العلاجات الخلوية أو التقنية الجينية أو الأجهزة الطبية الحديثة.

تحذير مهم

يبقى الوعي بالمرض وخطورته، والمتابعة الدقيقة مع الطبيب المختص بالروماتيزم، والالتزام بالعلاج، عناصر أساسية للتعايش مع هذه الأمراض وتحسين جودة حياة المرضى.


نلتزم في [مناعة بلس] بمراجعة وتدقيق المحتوى لضمان الموثوقية، ونعتمد على مصادر علمية معترف بها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *