مرض السكري النوع الأول:دليل شامل

Still life image of diabetes management equipment, sweets, and medication arranged artfully on a blue background.

مرض السكري النوع الأول

هو أحد الأمراض المناعية التي تنشأ عندما يهاجم جهاز المناعة لديك خلايا البنكرياس (بيتا) التي تعمل على إفراز هرمون الأنسولين.

أهمية الأنسولين

يسمح الأنسولين لخلايا الجسم باستخدام الجلوكوز الموجود في الدم لتوليد الطاقة ، وعندما يفقد البنكرياس قدرته على إفراز الأنسولين تنتج مشكلة مهددة للحياة.

حيث يبدأ الجسم في حرق الدهون للحصول على الطاقة ويترتب على ذلك تراكم الكيتونات مما يزيد من حموضة الدم وإذا لم يتم علاج المشكلة سريعاً قد يفقد المريض حياته.

سكري اليافعين والانتشار

عُرف النوع الأول من السكري في السابق بسكري اليافعين لأنه يحدث غالباً لدى الأطفال والمراهقين ،خاصة في أعمار (٧:٤ سنة) و(١٤:١٠ سنة) ، ومع ذلك قد يحدث للبالغين أو في أي مرحلة عمرية.

بنتشر بشكل ملحوظ في الدول مرتفعة الدخل مثل أمريكا وأوروبا، بمعدلات انتشار تصل إلى حوالي ١٠ مليون شخص حول العالم ويمثل ٥ : ١٠٪ من جميع حالات السكري.


قصة ملهمة

تمكن السباح الأمريكى جاري هال بالفوز بالميدالية الذهبية في الأولمبياد وهو مصاب بالنوع الأول من السكري ليثبت أنه مع الانضباط المطلوب يمكن عيش حياة ليست طبيعية فقط، بل استثنائية.


مثل الأمراض المناعية

ليس له علاج معتمد إلى الآن ولكن من خلال نظام منضبط إلى حد ما يستطيع المرضى التحكم في مستويات السكر في الدم ،وتجنب مضاعفات مرض السكري من النوع الأول وعيش حياة طويلة وصحية.

أعراض السكري النوع الأول

 

  • زيادة عدد مرات التبول (وكلما زاد التلف في خلايا البنكرياس زادت عدد المرات؛ حيث يحاول الجسم التخلص من السكر الزائد في الدم عن طريق التبول)
  • العطش الشديد والجوع بالرغم من تناولك الطعام مؤخراً
  • التعب وفقدان الوزن الملحوظ؛ نتيجة لتحول جسمك إلى ماكينة لحرق الدهون من أجل إنتاج الطاقة.
  • تتأخر عملية الشفاء بشكل ملحوظ حتى مع أقل الجروح والحروق.
تطور سريع للمرض على عكس النوع الثاني

في غضون أيام قليلة أو أسابيع من بداية ظهور الأعراض للمرة الأولى،تتخذ الأعراض شكلاً أكثر تعقيداً ويتطور المرض بشكل سريع إلى أن يفقد البنكرياس جميع خلاياه المفرزة للأنسولين وهو ما يميزه عن السكري من النوع الثاني والذي قد يأخذ أعوام إلى أن تبدأ الأعراض في الظهور.


دور الآباء

يجب على الآباء ملاحظة أبناءهم الصغار وخاصة الأطفال لتجنب الدخول في مضاعفات السكري الخطيرة والمهددة للحياة مثل الحماض الكيتوني السكري (DKA) والتواصل مع الرعاية الطبية إذا لزم الأمر.


الحماض الكيتوني السكري (DKA)

عندما يفقد الجسم القدرة على حرق الجلوكوز فإنه يلجأ إلى الدهون كخيار بديل مما يؤدي إلى تراكم الكيتونات والدخول في حالة (DKA) الحماض الكيتوني السكري والتي تحتاج إلى رعاية طبية طارئة.

** علاج الحماض الكيتوني يتم عن طريق :-

  • تعويض السوائل التي خسرها الجسم من خلال المحاليل الوريدية.
  • تعويض الكهارل والأملاح التي فقدها الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
  • اللجوء للأنسولين بعد تعويض الكهارل حتى يتمكن الجسم من خفض مستويات السكر بالدم.

هل يمكن الوقاية من المرض ؟

أثبتت التجارب أنه قد يكون من الممكن منع الإصابة بالنوع الثاني من السكري أو تأخير ظهوره عن طريق بعض التغييرات في النظام الغذائي وزيادة معدل النشاط البدني ،

بينما في حالة النوع الأول فلا يمكن التنبؤ بأسبابه إلى الآن ، إذ يرتبط بخلل في الجهاز المناعي وبالتالي لا توجد تدابير خاصة للوقاية منه.


مرحلة شهر العسل (شفاء كاذب)

قد يعتقد بعض الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثاً بالمرض أن حالتهم تتحسن بعد استخدام الأنسولين الصناعي ؛ وتسمى تلك المرحلة (شهر العسل) حيث يظل البنكرياس قادراً على إفراز قدر لا بأس به من الأنسولين مما يسمح بتحكم شبه كامل في مستويات السكر ولكن مع مرور الوقت تتدهور بقية الخلايا ويصبح الاعتماد على الأنسولين الصناعي أمر لا مفر منه.

إصابة مبكرة بالمرض

يتم تشخيص معظم الحالات بالنوع الأول في سن مبكر غالباً ونصف هؤلاء المصابين تم تشخيصهم قبل سن ال١٨ عام.

تزداد معدلات الإصابة به في الوطن العربي بشكل ملحوظ ولكن ما زالت أقل بكثير من المعدلات في الغرب.

العامل الوراثي في الإصابة بالنوع الأول
  • تبلغ نسبة الإصابة به لدى الأشخاص الذين ليس لهم تاريخ عائلي مع المرض ٠.٤٪ (أب وأم وأخوة أصحاء).
  • إذا كانت الأم فقط مصابة به فإن النسبة تزداد لتصبح من ١ إلى ٤٪
  • إذا كان الأب فقط مصاباً بالمرض فإن النسبة تزداد لتصبح من ٣ إلى ٨٪
  • إذا كان كلا الأبوين مصاب فقد تصل معدلات الإصابة في الأبناء إلى ٣٠٪

اختبارات التشخيص

اختبار لقياس السكر النوع الأول

يعتبر تشخيص النوع الأول من السكري سهلاً إلى حد ما ويتم ذلك عن طريق إحدى الطرق التالية:-

اختبار السكر العشوائي (Random blood sugar):

يعتمد على قياس نسبة السكر في أي وقت من اليوم بغض النظر عن متى تم تناول آخر وجبة.

  • المعدلات الطبيعية تكون أقل من mg/dl 140
  • مرحلة ما قبل السكري تبدأ من 140 إلى 199 mg/dl
  • التشخيص بالسكري يكون عندما تزيد القراءة عن 200 mg/dl

السكر الصيامي

اختبار السكر الصيامي: يتم عن طريق سحب عينة لقياس نسبة السكر في الدم بعد فترة صيام عن الأطعمة والمشروبات لمدة لا تقل عن ٨ ساعات.

وتأتي القراءات كالتالي:

  • إذا كانت النسبة أقل من 100 mg/dl فهذا هو المعدل الطبيعي للشخص السليم.
  • إذا كانت النسبة تتراوح بين 100 و125 mg/dl فهذه إشارة إلى مقدمات السكري.
  • نسبة 126 mg/dl أو أكثر تعني أن المريض مصاب غالباً بالسكري ويمكن تأكيد ذلك من خلال الأعراض المصاحبة مثل تكرار التبول والعطش الشديد.

اختبار الهيموجلوبين السكري (A1C)

اختبار a1c لقياس الهيموجلوبين السكري (نسبة الجلوكوز المرتبطة بالهيموجلوبين) يساعد في معرفة متوسط السكر في الدم خلال آخر ٢:٣ شهور.

  • المعدل الطبيعي يكون أقل من 5.7%
  • مرحلة ما قبل السكري تتراوح بين 5.7 : 6.4%
  • عند زيادة النسبة عن 6.4% فهذا يشير إلى الإصابة بالسكري.

تحليل البول

يمكن استخدامه كتحليل تأكيدي من خلال قياس نسب الجلوكوز والكيتونات في البول ولا يتم الاعتماد عليه بشكل أساسي لعدم دقة النتائج في بعض الأحيان؛

إذ لا يظهر الجلوكوز في البول إلا بعد ارتفاعه بشكل كبير في الدم ولم تعد الكلى قادرة على استرجاعه (أي أن اختبار البول قد يكون سلبياً حتى وإن كان هذا الشخص مصاب بالسكري فعلاً).

مؤشر هام لحالات (DKA)

يمكن الاستدلال على (DKA) الحماض الكيتوني السكري من خلال وجود الكيتونات في البول حيث يلجأ الجسم لحرق الدهون ، وتدل أيضاً أن السكر مرتفع في الدم منذ مدة طويلة.

الحماض الكيتوني في أنواع السكري

حدوث الحماض الكيتوني يكون شائعا في النوع الأول بينما يندر حدوثه في النوع الثاني؛ إذ يظل البنكرياس في النوع الثاني قادراً على إنتاج بعض الأنسولين مما يمنع تراكم الكيتونات وحرق الدهون.

تذكر أن الحماض الكيتوني يحدث نتيجة التشخيص المتأخر لمرض السكري وبالتالي يمكن تجنب حدوثه من خلال نشر الوعي عن أعراض السكري وكيفية التشخيص المبكر

كيف تجد الطبيب المناسب؟

يتم تشخيص المرض وإدارته بالتعاون مع طبيب مختص في الغدد الصماء والسكري؛ لتتمكن من تقييم خطة علاجك،

واقتراح تغييرات على جرعات الأنسولين إذا لزم الأمر بالإضافة إلى أخصائي تغذية لمراقبة النظام الغذائي واقتراح أفضل الممارسات التي تناسب احتياجاتك الخاصة.


السيطرة على الجلوكوز

السيطرة على معدلات الجلوكوز في الدم ليست مستحيلة ولكنها عملية معقدة،

حيث تساهم العديد من العوامل في حدوث تغيرات في مستويات السكر ومنها:-

  • الإصابة بالأمراض المختلفة
  • الضغط النفسي (stress)
  • ممارسة الأنشطة الرياضية
  • التقلبات الهرمونية

العناصر الأساسية لإدارة النوع الأول

تشمل إدارة مرض السكري عدة عناصر رئيسية، وهي:

  1. الأنسولين
  2. مراقبة مستويات الجلوكوز
  3. حساب الكربوهيدرات

العلاج بالأنسولين

توجد أنواع مختلفة من الأنسولين تصنف حسب سرعة المفعول (speed) ومدة بقاء الأنسولين بالجسم (duration).

العوامل التي تحدد كمية الأنسولين المطلوبة:
  • معدل الجلوكوز في الدم خلال الأوقات المختلفة.
  • وزن الجسم
  • عمر المريض
  • معدل النشاط البدني
  • نوعية الطعام

حساسية الأنسولين: هي مدى قدرة خلايا الجسم على الاستجابة للأنسولين وكلما زادت قيمتها قلت حاجة الجسم للأنسولين والعكس صحيح وتعتمد على عدة عوامل منها وزن الجسم وعمر الإنسان ومعدل النشاط البدني

أنواع الأنسولين وكيفية استخدامه

الأنسولين الأساسي (basal insulin)

هو أنسولين طويل المفعول يبقى في الجسم مدة طويلة قد تصل ل٢٤ ساعة (يوم ).

– يعمل على السيطرة على مستويات السكر بالدم في الفترات التي يعتمد فيها الجسم على الجلوكوز المخزن في الكبد وليس المأخوذ من الطعام (أي أن كمية الجلوكوز تكون محدودة).

– يمنع الكبد من إفراز كميات زائدة من الجلوكوز في الدم وبالتالي يحمي الأوعية الدموية والشرايين.

– يساعد على استقرار مستويات السكر أثناء النوم، بين الوجبات وأثناء الصيام.

يمكن الحصول على الأنسولين الأساسي بطريقتين :-

الحقن التقليدي: يتم حقن الأنسولين مرة أو مرتين يومياً، وتكون الجرعة كبيرة نسبياً ويستمر مفعولها مدة طويلة (طويلة المفعول).

مضخة الأنسولين: جهاز صغير مثبت في الجسم يقوم بضخ جرعات صغيرة وسريعة المفعول من الأنسولين على مدار اليوم ؛ وبذلك يسهل التحكم في مستويات السكر في الدم.

الأنسولين قبل الوجبات (bolus insulin)

– جرعة الأنسولين سريع المفعول اللازمة لتصحيح الزيادة في الجلوكوز عند تناول الطعام.

– يتم حسابها بناءً على حساسية الجسم للأنسولين (مثلاً ٢ وحدة انسولين لكل ١٠ جرام من الكربوهيدرات).

-إذا كان السكر مرتفع قبل الأكل يتم تعديل الجرعة لتصحيح تلك الزيادة أيضاً.

أنواع الأنسولين

 

الأنسولين طويل المفعول

ليس له ذروة في المفعول غالباً (أي أنه مستقر ولا يرتفع بشكل كبير).

أنواعه:-

جلارجين(U-100): يحقن مرة واحدة في اليوم حيث يمتد مفعوله مدة من ٢٠ إلى ٢٤ ساعة.

جلارجين (U-300): يمتد مفعوله إلى أكثر من ٢٤ ساعة.

ديجلوديك (degludec): يتميز بمدة مفعول كبيرة قد تصل إلى ٤٢ ساعة.

ديتمير (detemir): مدة مفعوله أقصر نسبياً ويؤخذ مرة أو مرتين يومياً.

الأهمية: يغطي احتياجات الجسم العادية من الأنسولين على مدار اليوم.

أنسولين متوسط المفعول

أقل تكلفة من الأنسولين طويل المفعول ولكن قد يتسبب في حدوث انخفاض شديد في مستويات السكر بالدم (hypoglycemia) .

أشهر أنواعه هو (NPH) المعروف بالانسولين العكر (لأنه غير شفاف عند النظر إليه في القارورة عكس الأنسولين سريع المفعول الذي يظهر شفافاً).

يبدأ مفعوله في غضون ساعة أو ساعتين ويمتد إلى ١٢ أو ٢٤ ساعة.

لديه ذروة مفعول تتراوح من ساعتين إلى ٨ ساعات (أي عكس الأنسولين طويل المفعول الذي ليس لديه ذروة).

الأنسولين سريع المفعول

– يحقن قبل الوجبة بحوالي ١٠ : ١٥ دقيقة ويبدأ مفعوله في نصف ساعة أو أقل.

– يستمر بأقصى تأثير (ذروة) مدة من ساعة إلى ٣ ساعات ويستمر وجوده في الجسم من ٣ : ٦ ساعات.

ملحوظة: يستمر الجسم في عملية الهضم عدة ساعات أي أنه يستمر في الحصول على جلوكوز من الوجبات لمدة قد تصل إلى ٨ ساعات  لذلك فإن الأنسولين سريع المفعول يستطيع معالجة أي زيادة غير متوقعة في معدل الجلوكوز بالدم.

نطاق السكر المستهدف

يتم تعديل الجرعات حتى تحقيق توازن مناسب بحيث لا تتعدى نسبة الجلوكوز في الدم  180 mg/dl ولا تقل عن 80 mg/dl.

حالات يجب التعامل الفوري معها

ارتفاع السكر في الدم (hyperglycaemia) أكثر من ١٨٠

انخفاض السكر في الدم (hypoglycemia) أقل من ٧٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *