. هل يمكن الشفاء التام من السكري النوع الأول ؟
يقوم فيه الجسم بمهاجمة خلايا البنكرياس المسئولة عن إنتاج الأنسولين وما يترتب عليه من مضاعفات خطيرة إذا لم يلجأ المريض للعلاج بالأنسولين.
مع التقدم العلمي ظهرت بعض العلاجات الحديثة التي أثبتت بالفعل أنه يمكن علاج النوع الأول من السكري نهائيا..
ولكن لا يوجد تاريخ محدد لاعتماد هذه العلاجات بعد ،حتى يتم التأكد من سلامتها على المريض، لكن الأبحاث تتقدم بشكل سريع في هذا السياق،
وهناك تجارب سريرية واعدة بالفعل وتشمل:
- زراعة خلايا بيتا المنتجة للإنسولين.
- العلاجات الجينية.
- أجهزة بنكرياس صناعي آلية.
علاجات حديثة أثبتت أنه يمكن التخلي عن حقن الأنسولين
زراعة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين
أول علاج خلوي معتمد
في يونيو 2023، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على علاج Lantidra، وهو أول علاج خلوي معتمد لمرضى السكري من النوع الأول.
لكن كيف يمثل هذا العلاج حلاً نهائيا للسكري النوع الأول ؟!
يعتمد هذا العلاج على الحصول على خلايا بيتا من متبرعين متوفين وزراعتها في كبد مريض السكري،
التجارب السريرية كان لها نتائج واعدة حيث:
شملت التجارب 30 مريضاً،
- تمكن 21 منهم من الاستغناء عن الأنسولين لمدة سنة أو أكثر.
- 11 مشاركًا استمروا بدون أنسولين بين 1 إلى 5 سنوات.
- 10 منهم عاشوا بدون أنسولين لأكثر من 5 سنوات.
- 5 مشاركين لم يتمكنوا من الاستغناء عن الأنسولين.
عقبات في طريق هذا العلاج
يتطلب العلاج استخدام أدوية مثبطة للمناعة، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل الغثيان، والتعب، وفقر الدم، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى فقدان وظيفة خلايا بيتا المزروعة.
تجارب سريرية حالية تهدف إلى تجاوز الأدوية المثبطة للمناعة:
تقنية Sana Biotechnology: في يناير 2025، أعلنت شركة Sana عن نتائج أولية إيجابية لتجربة زراعة خلايا بيتا معدلة وراثيًا باستخدام تقنية “Hypoimmune”، والتي تهدف إلى زراعة خلايا بيتا دون أن يحتاج المريض إلى أدوية لتثبيط المناعة عكس الطريقة السابقة.
أظهرت النتائج الأولية بقاء الخلايا المزروعة وإنتاجها للأنسولين حتى بعد مرور 28 يومًا من الزراعة.
لماذا لا يدمر جهاز المناعة هذه الخلايا الغريبة عن الجسم!؟؟
الإجابة تكمن في تقنية hypoimmune والتي تساهم في إخفاء خلايا بيتا المزروعة عن جهاز المناعة من خلال تعطيل إنتاج بعض البروتينات التي يتعرف عليها جهاز المناعة
علاج السكري النوع الأول نهائيا
تجربة VX-880 من Vertex: تستخدم هذه التجربة خلايا بيتا مشتقة من الخلايا الجذعية (stem cells) وتُزرع في الكبد.
الخلايا الجذعية هي خلايا تمثل بداية جميع الخلايا ويمكن الحصول عليها من نخاع العظام
أظهرت النتائج الأولية تحسنًا في التحكم بمستوى السكر في الدم، مع إلغاء الحاجة للأنسولين لدى بعض المرضى المشاركين.
لا تزال الحاجة لأدوية مثبطة للمناعة قائمة في هذه التجربة.
لكن ما مدى فعالية هذا العلاج؟
كانت المريضة الأولى في تجربة VX-880 امرأة تبلغ من العمر 42 عامًا، ووزنها الأساسي 88 كجم.
بعد 90 يومًا من زرع الخلايا، تحسن مستوى الهيموجلوبين السكري (HbA1c) حيث أصبح 6.0% (8.4% قبل زراعة الخلايا)،
وانخفضت جرعة الأنسولين اليومية إلى 16 وحدة يوميًا (يذكر أنها كانت 80 وحدة قبل بدء العلاج).
بعد 16 أسبوعًا، خضعت المرأة لعملية زرع ثانية لخلايا بيتا (بالتحديد جزر لانجرهانز)،
وبعد حوالي أسبوعين، استطاعت الاستغناء عن الأنسولين الصناعي بشكل نهائي، في حين كانت نسبة الهيموجلوبين السكري مستقرة (HbA1c) 5.4% .
زراعة خلايا جذعية ذاتية
في تجربة سريرية رائدة نُشرت في مجلة Cell في سبتمبر 2024، نجح فريق من العلماء الصينيين في علاج امرأة تبلغ من العمر 25 عامًا من مرض السكري من النوع الأول باستخدام خلايا جذعية مأخوذة من جسمها .
الخلايا الجذعية الذاتية لا تحتاج إلى أدوية مثبطة للمناعة لأنها ذاتية من نفس خلايا المريض ،ومع تطور العلم تمكن العلماء من توجيه هذه الخلايا لتصبح أي نوع من الخلايا يحتاجها الجسم سواء خلايا دم أو عضلات أو حتى خلايا بيتا المفرزة للأنسولين
طريقة العلاج
تم الحصول على خلايا دهنية (خلايا جذعية) من جسد المريضة ثم توجيه هذه الخلايا الجذعية في المعمل لتتحول إلى خلايا بيتا المنتجة للأنسولين.
في يونيو 2023، تم زرع حوالي 1.5 مليون من هذه الخلايا في عضلات البطن للمريضة، وهي طريقة جديدة تسمح بمراقبة الخلايا.
النتائج
بعد 75 يومًا من زراعة الخلايا، بدأت المرأة في الاستغناء عن حقن الأنسولين واعتمدت بشكل كلي على تلك الخلايا التي استطاعت عكس المرض.
لم تظهر عليها أعراض نقص أو ارتفاع حاد في نسب السكر (hypoglycemia or hyperglycaemia)، مما يشير إلى استعادة شبه كلية لوظيفة البنكرياس.
ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن …
المريضة كانت تتناول أدوية مثبطة للمناعة بسبب عملية زراعة كبد سابقة، وقد تسبب ذلك في بعض الارتباك لدى العلماء بسبب:
هل تجنب جهاز المناعة مهاجمة تلك الخلايا لأنها مأخوذة في الأساس من نفس المريض.
أم أن الأدوية المثبطة هي التي تكفلت بحمايتها من التلف مما قد يكون ساهم في نجاح التجربة.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التقنية ستنجح بنفس الفعالية لدى المرضى الذين لا يتناولون مثبطات مناعة.
تذكر أن العلاج المثالي يتطلب عدم استعمال المريض لأدوية مثبطة للمناعة عندها فقط نستطيع القول بأن المريض تغلب على المشكلة نهائياً
إذا أثبتت هذه التقنية فعاليتها وأمانها في دراسات تشمل عدد أكبر من المشاركين، فقد تمثل خطوة كبيرة نحو علاج نهائي للسكري من النوع الأول.
تأخير الإصابة بالسكري النوع الأول
وافقت منظمة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على علاج تيبليزوماب (Teplizumab) الذي يساهم في حماية خلايا بيتا المفرزة للأنسولين، والذي يُسوّق تحت الاسم التجاري “تيزيلد” (TZIELD).
يُعد تيبليزوماب أول علاج معتمد يعمل على تأخير الإصابة بالمرض لمدة قد تزيد عن عامين مع عدم ظهور الأعراض المعروفة للسكري مثل :-
- العطش الشديد
- التبول المتكرر
- التعب والارهاق الشديد
1. هل يمكن العيش حياة عادية مع النوع الأول من السكري؟
نعم، يمكن للشخص المصاب بالسكري من النوع الأول أن يعيش حياة طبيعية تمامًا بشرط الالتزام بالعلاج والمتابعة.
ومنهم كليفورد ويتيكر صاحب ال88 عاماً والذي تم تشخيصه بالمرض وهو في سن الثامنة وتم تكريمه لتعايشه مع هذا المرض مدة 80 عاماً عاش خلالها حياة عادية تقريباً بمساعدة زوجته.
2. عند إدارة المرض، ما أهم الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار؟
- مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم (عدة مرات يوميًا).
- الالتزام بأخذ الإنسولين حسب الجرعات المحددة من الطبيب وفي الوقت المناسب.
- توازن الغذاء: تناول وجبات متوازنة والابتعاد قدر الإمكان عن السكريات والحلويات لتجنب الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم، لكن مع مراقبة السكر قبل وبعد التمارين لتجنب أي مخاطر محتملة.
- الوعي بأعراض انخفاض أو ارتفاع السكر(hypoglycemia and hyperglycaemia) والتصرف السريع عند حدوثها.
- المتابعة الدورية مع الطبيب وإجراء فحوصات وظائف الكلى والعينين والأعصاب.
3. هل الإهمال في تناول السكريات بهذا الضرر حقًا؟
نعم، ولا شكّ في ذلك:-
- تناول السكريات بشكل مفرط دون إنسولين مناسب يسبب ارتفاعًا خطيرًا في السكر قد يؤدي إلى الحماض الكيتوني، وهي حالة مهددة للحياة تحتاج التدخل الفوري.
- حتى مع أنسولين مناسب تقل حساسية خلايا الجسم للأنسولين تدريجياً وبالتالي يطلب منك الطبيب زيادة جرعة الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة (مقاومة الأنسولين) وقد يترتب على ذلك الدخول في مضاعفات مزمنة مثل: تلف الكلى، الأعصاب، العيون، القلب.
إذا تم ضبط الإنسولين والغذاء، يمكن تناول السكريات باعتدال وتحت إشراف المختصين